أنشأت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غرفة عمليات متنقلة بقطاع غزة؛ كحلٍّ ميداني لتلبية احتياجات المرضى بالعداون، وسط خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.
وأعلن الهلال الأحمر تدشينه غرفة العمليات المتنقلة بظل الحرب المتواصلة للشهر الـ 12 تواليا، مشيرا إلى تجهيزها بالكامل بخبرات وأيدي محلية، لتمثل نواة لمستشفى ميداني متكامل يمكن نقله، وتوظيفه بأي مكان يحتاجه السكان.
وحول منشأ الفكرة، فأفاد الهلال الأحمر أنها كانت وليدة تساؤل مُلح حول السبيل الأمثل لاستخدام الموارد البشرية واللوجستية لخدمة المرضى، ومع توفر الإمكانيات المالية والبشرية، إضافة للخبرات المحلية، تحولت الفكرة لواقع ملموس.
وقال المدير الإداري والمالي للهلال الأحمر بغزة، مجدي درويش، إنه تم إنشاء غرفة العمليات تحت الحرب، بظل أزمة خانقة، وعدم توفر معظم المواد الخام ما مثل تحدياً كبيراً، لافتا إلى التغلب على هذه العوائق وإتمام الغرفة بنجاح.
وبشأن تصميم غرفة العمليات، فإن الجزء الخارجي للغرفة يتألف من هيكل حديدي مزود بساندويش بانيل وعوازل في المنتصف، بينما يتكون الداخل من خشب مغطى بالجلد، وتُبطن الأرضية بالستاتيك، وفقا لـ "درويش".
ولفت "درويش" إلى أن تصميم الغرفة يتوافق مع المواصفات العالمية لغرف العمليات، مشيرا إلى أن معظم غرف العمليات التي أُرسلت للقطاع من الخارج عبارة عن خيام، والتي لا تتناسب مع تقلبات الطقس، خصوصاً بالشتاء.
وعبر الهلال الأحمر عن أمله بصناعة عدة غرف مماثلة لإنشاء مستشفى ميداني متنقل ومتكامل، مما يعزز قدرة قطاع غزة على مواجهة التحديات الصحية بطرق مبتكرة ومستدامة.
وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي، قال مسؤول الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، مايك رايان، إن 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة تقدم الخدمات جزئياً.
وأضاف أن المستشفيات معرضة للخطر بسبب الأضرار المادية، ونقص الوقود، ومحدودية الإمدادات الطبية، وقلة الموظفين، مشيرا إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المنشآت الطبية بغزة، وسط تدمير نظام الرعاية الصحية لحد كبير.
وأكد المسؤول أن "منظمة الصحة العالمية وثقت 1098 هجوماً على خدمات الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بين 7 أكتوبر 2023 و22 أغسطس 2024، وقع 492 منها في غزة".
وسبق أن أعلن مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، مدحت عباس، الأسبوع الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ 7 أكتوبر الماضي منع دخول الدواء إلى القطاع بقرار سياسي، لافتا إلى أن 74% من الأدوية المنقذة للحياة غير متوفرة بالقطاع.
وبين "عباس" في تصريحات إعلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء" أن 83% من المستلزمات الطبية بمستشفيات القطاع غير متوفرة، و60% من مخزونات الأدوية في قطاع غزة أصبحت فارغة تماما.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر 140 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، بينما وصفته الأمم المتحدة وسلطات القطاع بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة".